«فايننشيال تايمز»: تزايد الضغط على الاتحاد الأوروبي لتخفيف أهداف السيارات الخضراء 2035

دعا زعيم حزب الشعب الأوروبي، مانفريد ويبر، إلى مراجعة الأهداف الطموحة التي وضعها الاتحاد الأوروبي بشأن السيارات الخضراء بحلول عام 2035، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يخفف من حظره المخطط له على محركات الاحتراق الداخلي للسيارات الجديدة.

وفي تصريحاته لصحيفة "فايننشيال تايمز" الأربعاء، أشار ويبر إلى أنه يمكن الاستمرار في بيع السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل شريطة تعويض انبعاثات الكربون الناتجة عنها.

إلغاء الحظر على محركات الاحتراق الداخلي

وطالب ويبر بضرورة السماح للأفراد بشراء سيارات تعمل بمحركات احتراق داخلي طالما يتم تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، واقترح نموذجًا مستقبليًا يعتمد على تعويض انبعاثات الكربون عن طريق تخزينها في التربة، وأوضح أن هذا النموذج قد يشمل أيضًا السيارات الهجينة والسيارات التي تتمتع بمدى أطول.

تأتي تصريحات ويبر في وقت تشهد فيه صناعة السيارات الأوروبية اضطرابات كبيرة، فقد أعلنت العديد من الشركات الأوروبية الكبرى، مثل فولكس فاجن وبوش، عن تسريح آلاف العمال نتيجة ارتفاع التكاليف ومنافسة الواردات الصينية الأرخص.

كما فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات الأمريكية، مما زاد من الضغوط على الصناعة الأوروبية.

بريطانيا تخفف أهدافها الكهربائية

في الوقت نفسه، خففت المملكة المتحدة من أهدافها المتعلقة بالسيارات الكهربائية هذا الشهر، حيث سمحت للمصنعين ببيع السيارات الهجينة حتى عام 2035، على الرغم من أن المملكة المتحدة تحتفظ بهدف التخلص التدريجي من السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2030، إلا أن هذه التعديلات توفر بعض المرونة لصناعة السيارات.

تأثير الرسوم الأمريكية

قدّر الاتحاد الأوروبي أن صادرات السيارات الأوروبية، التي تبلغ قيمتها 67 مليار يورو، ستكون عرضة للتأثر بالرسوم الأمريكية الجديدة، كما منحت بروكسل شركات صناعة السيارات مهلة حتى عام 2027 للامتثال للأهداف الجديدة بشأن الانبعاثات، على الرغم من أن حظر عام 2035 على محركات الاحتراق الداخلي لا يزال قائمًا.

على الرغم من الضغوط المستمرة من دول مثل ألمانيا وإيطاليا، التي تطالب باستثناءات للوقود البديل من المصادر المتجددة، أكد فوبكي هوكسترا، مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، التزام الاتحاد الأوروبي بتطبيق الحظر على محركات الاحتراق الداخلي في عام 2035، وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بمراجعة هذه الأهداف في عام 2026. 

النمو الكبير في مبيعات السيارات الكهربائية

شهدت مبيعات السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي نموًا ملحوظًا في الأشهر الأولى من عام 2025، وفقًا لأرقام شركة ACEA، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 28.4% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.

كما سجلت ألمانيا، موطن مانفريد ويبر، زيادة بنسبة 41% في تسجيلات السيارات الكهربائية الجديدة خلال شهري يناير وفبراير.

أوضح ويبر أن حزب الشعب الأوروبي يسعى إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية، وأشار إلى أن الحزب يدعم الابتكار التكنولوجي في قطاع السيارات، بشرط أن تظل هذه الابتكارات متوافقة مع الأهداف البيئية للاتحاد الأوروبي، وأضاف أن صناعة السيارات يجب أن تكون قادرة على الابتكار دون تقيد بتكنولوجيا معينة، طالما أنها تساهم في تقليل الانبعاثات.

في إطار جهود مكافحة تغير المناخ وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تبنّى الاتحاد الأوروبي هدفًا طموحًا يقضي بوقف بيع السيارات الجديدة العاملة بمحركات البنزين والديزل بحلول عام 2035. ويشمل القرار جميع المركبات الجديدة الخفيفة، على أن تكون انبعاثاتها صفرية، ما يعني التحول الكامل نحو السيارات الكهربائية أو الهيدروجينية.

ويهدف الاتحاد من خلال هذا التحول إلى خفض الانبعاثات من قطاع النقل، الذي يُعد من أكبر مصادر التلوث في أوروبا، بنسبة 100% مقارنة بمستويات عام 2021. ويُتوقع أن يدفع هذا القرار الشركات المصنعة إلى تسريع استثماراتها في الابتكار الأخضر، وتوسيع شبكات الشحن الكهربائي، وتعزيز سوق السيارات المستدامة في القارة.